تخطى إلى المحتوى

الجهاز العصبي المركزي ووظائفه

 

الجهاز العصبي المركزي ووظائفه 
Central nervous system and its functions 
أ. منيره جاسم السديري 
ماجستير التربية الخاصة صعوبات التعلم، كلية التربية، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل 
2200500075@iau.edu.sa 

مقدمة : 

يعتبر الجهاز العصبي من الأجهزة المهمة جداً في جسم الإنسان، والذي يقوم بدور جداً مهم من خلال تشكيل شبكات الاتصال المرتبطة بجميع أجهزة الجسم والتي تترابط بقوة مع بعضها البعض، وأما الجهاز العصبي المركزي هو الجزء من الجهاز العصبي الرئيسي والمسؤول عن تجميع المعلومات من أجزاء الجسم، وتنسيق نشاط وحركة الجسم بالكامل، وقد تم دراسته بدقة من قبل علماء التشريح والأطباء، إلّا أنه ما زال يحمل العديد من الأسرار؛ فهو المسيطر على أفكار الإنسان وحركته وعواطفه. 

الجهاز العصبي المركزي (Central nervous system CNS) : 

هو أداة التحكم لكل ما يحدث في الجسم، ومن الضروري أن يكون على اتصال بجميع أجزاء الجسم ويتكون من جزأين أساسين هما المخ والحبل الشوكي، وأهمية الحماية الإلهية الشديدة التي وهبها الله للجهاز، تتمثل في عظام الجمجمة والعمود الفقري حيث يقطن المخ في الأولى والحبل الشوكي في الثانية. 

بالإضافة إلى هذه الحماية العظيمة توجد مجموعة مكونة من ثلاث أنواع من الأغشية التي تغلف كلاً من الجزأين وهي : 

1- غشاء الأم الجافية (Hard Mater) : غشاء ليفي غليظ يبطن السطح الداخلي لعظام الجمجمة والعمود الفقري فيضفي عليها ملمساً ناعماً يخفف من حدة النتوءات العظيمة المحيطة بالنسيج العصبي. 

2- غشاء الأم الحنون (pia mater) : غشاء رقيق جداً يحيط مباشرة بنسيج المخ والحبل الشوكي فيلتصق بأسطح كلاً منهما ، ويرسل من خلالها الأوعية الدموية لتغذية هذه الأجزاء 

3- غشاء الأم العنكبوتية ((Arachnoid mater : غشاء رقيق يقع بين الأم الجافية الملتصقة بالعظام ، ويوجد به السائل النخاعي أو الشوكي في الحيز بين الغشائيين السابقين تشبه تركيب بلازما الدم يقي المخ والحبل الشوكي من الاحتكاك بعظام الجمجمة او العمود الفقري ، وظيفته : يمتص الصدمات ويلطف احتكاك الجهاز العصبي المركزي والقيام بعمليات التغذية الخاصة بالجهاز العصبي المركزي. 

 

إصابات الجهاز العصبي : 

مجموعة الإصابات التي قد يتعرض لها الجهاز العصبي بوجه عام والمخ بوجه خاص باعتبار أن علم النفس العصبي يركز على العلاقة بين المخ والسلوك، وهي أسباب على أخصائي علم النفس العصبي أن يكون على دراية بها، باعتبار أن من ضمن أدواره تحديد طبيعة الإصابة المخية التي انعكست آثارها على الوظائف السلوكية. 

وتشمل هذه الإصابات ما يلي : 

  1. العيوب الخلقية : تصيب خلايا المخ ويولد بها الفرد نتيجة اضطراب عملية النمو في المرحلة الجنينية ، تتضمن إما غياب أجزاء كبيرة من المخ أو بدون الجمجمة أو قد يولد الطفل بدون الجزء الأمامي من المخ أو النصف الكروي وهو الجزء المسئول عن التفكير والتوازن كما قد يعاني الطفل من العمى والصمم. 

أو متلازمة جنين الكحول والتي قد تنتج من تناول الأم الكحول بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تلف نسيج المخ وتؤدي هذه الحالات إلى اضطرابات في النمو الجسمي والعقلي والانفعالي للطفل، بالإضافة إلى اضطراب الانتباه والذاكرة أو صغر حجم الجمجمة  الذي يؤدي إلى تأخر الوظائف الحركية ووظائف اللغة والتخلف العقلي. 

  1. الالتهابات :  

وتشمل التهابات المخ أو الحمى الشوكية أو الحمى السحائية وترجع إلى الإصابة ببعض الفيروسات. 

  1. الاضطرابات الوعائية : 

 وتشمل الجلطات أو النزيف أو قصور الدورة الدموي المخية. 

  1. الأورام :  

قد تكون أولية المنشأ ( أي أنها تبدأ وتظهر في المخ ) أو ثانوية المنشأ ( أي تبدأ في مكان أخر كأورام الرئة أو الثدي وغيرها وتصل إلى المخ عن طريق السائل الليمفاوي أو الدم ). 

  1. الاضطرابات التحللية أو التآكلية :  

وهي مجموعة من الأمراض التي تسبب في تآكل محاور الأعصاب أو الخلايا العصبية. 

  1. اضطراب التمثل الغذائي :  

قد يتسبب السكر أو الفشل الكبدي أو الكلوي في اضطرابات الجهاز العصبي بالإضافة إلى بعض العيوب الخاصة بالتمثيل الغذائي لبعض المواد والتي تسبب في التخلف العقلي وصعوبات الحركة والتشنجات. 

  1. الإصابات المباشرة: هناك نوعين من الإصابات التي قد تصيب المخ ونسيجه : 
  1. إصابات الرأس المفتوح : يتم فيها اختراق الجمجمة والوصول مباشرة إلى المخ. مثل : الطلقات النارية، الجرح النافذ، كسور الجمجمة. 

“حيث تتحرك العظيمات الصغيرة الناتجة من الكسر في اتجاه نسيج المخ وتسبب في إصابته مباشرة ببعض الكدمات”. 

  1. إصابات الرأس المغلقة : تأتي نتيجة ضربة مباشرة على الرأس تسبب في ارتجاج المخ أو حوادث السيارات. 

متلازمة ما بعد ارتجاج المخ : 

يعد مستوى الوعي بعد الإصابة مؤشراً لطبيعة هذه الحالات وشدتها فكلما زادت فترة فقدان الوعي كلما كانت الإصابة أشد وأخطر. 

 وتتراوح الأعراض بين الدوخة والصداع والغثيان والقيء إلى اضطراب العمليات المعرفية المتمثلة في الانتباه والتركيز والذاكرة وتسمية الأشياء والتفكير المجرد واضطراب الوظائف البصرية المكانية وبطء تشغيل المعلومات وسرعة الشعور بالتعب والإجهاد وتغيرات مزاجية واضطراب الشخصية واضطراب المهارات الاجتماعية. 

الإصابات المخية باختلاف أنواعها تؤدي إلى ثلاث أنواع من التأثيرات على السلوك هي : 

  1. اضطراب الوظيفة :  

تستمر بعض أجزاء السلوك في العمل ولكن على نحو غير صحيح أو يظهر في مكان أو زمان غير مناسبين. 

مثال: إصابات النصف الكروي الأيسر للمخ تؤدي إلى اضطراب الترتيب الحركي للسلوك فالمريض لا يستطيع أن يعد كوباً من الشاي على الرغم من سلامة قوة يده ، إذ تتطلب هذه المهمة أن يؤدي المريض المكونات السلوكية لها بالترتيب (تسخين الماء ثم صبه في الإناء ووضع السكر والتقليب … الخ ) ، وهو في هذه الحالة يشعر بالتشوش في أداء المهمة ، ولايعرف من أين يبدأ وينتهي. 

  1. ضعف أو فقدان الوظيفة :  

تؤدي إلى ضعف في الوظيفة أو فقدنها. 

 مثال: إصابة المنطقة الحركية تؤدي إلى ضعف في الحركة أو إلى الشلل التام ، أو إصابة منطقة بروكا تؤدي إلى صعوبة الكلام أو فقدانه تماماً. 

  1. ظهور وظيفة جديدة :  

تظهر على المريض بعض السلوكيات الجديدة والتي لم تكن موجودة سابقاً أو زيادة في سلوك معين بعد الإصابة. 

مثال: مرض باركينسون يكون لنتيجة تآكل بعض مناطق المخ ونتيجة لهذا التأكل يظهر الأعراض المميزة للمرض وهي الرعشات والتي لم تكن موجودة من الأصل. 

أجزاء الجهاز العصبي المركزي : 

أولاً : الدماغ أو المخ : 

 يشير إلى النسيج العصبي الموجود داخل الجمجمة ، ويزن المخ البشري ما بين ١٣٠٠ – ١٤٠٠ جرام ويتكون المخ من كتلة من النسيج العصبي الموجود داخل الجمجمة ويرتبط بشكل عام يقوم بوظائف مهمة ترتبط بالأمور التالية: 

  • الإحساس الشعوري. 
  • الحركات الإرادية. 
  • التعلم والذاكرة والتفكير. 

 ويتكون هذا النسيج من الناحية التشريحية من ثلاث أجزاء رئيسية :  
١ – النصفان الكرويان :  

وهو الجزء الأكبر من المخ ويمثل 90% ويشغل معظم التجويف الجمجمي ويغلفان كل أجزاء المخ باستثناء المخيخ ويفصل النصفين الكرويين أخدود عميق يسمى منجل الدماغ وهذا الاخدود لا يفصلهم فصلاً كاملاً لأن النصفان يرتبطان عن طريق مجموعة من الألياف البيضاء المتدخلة تعرف بالجسم الجاسئ ويعمل على نقل الرسائل العصبية بين نصفي المخ وهما نصف الكرة المخي الأيمن، ونصف الكرة المخي الأيسر، ويتوسطها شق طولي لا يفصلها تماماً. ويتسم السطح الخارجي للمخ بوجود عدة انثناءات وتعرجات. 

وكل نصف من نصفي المخ يكمن تقسيمه إلى أربع فصوص Lobes، وجميعها سطحها أملس في الظاهر، ولكنها في الواقع عبارة عن شقوق عميقة تسمى الأخاديد، وشقوقاً أخرى تسمي التلافيف، وصورة الأخاديد والتلافيف واحدة تقريباً في مخ البشر جميعهم، ولكنها تختلف في خصائصهما ما بين شخص أخر.

، ويتكون كل نصف مما يلي : 
أ- القشرة المخية : وتتكون من مادة رمادية تمثل أجسام الخلايا العصبية وتعتبر سطح المخ. 
ب- ما تحت القشرة : وتتكون من المادة البيضاء وتمثل المسارات العصبية الآتية إلى القشرة المخية أو الخارج منها.  

ج- العقد القاعدية : وهي مجموعة من الخلايا العصبية المختصة بتنظيم الحركات اللاإرادية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمخيخ. 

2- جذع المخ ويتكون بشكل أساسي من الأجزاء التالية : 

– المخ الأوسط : ويحتوي على العصبين الدماغيين الأول والثاني. 

– القنطرة :  

وتحتوي على المسارات التي تتصل بالحبل الشوكي والنخاع المستطيل والمخيخ بالإضافة إلى الأعصاب الدماغية الرابع والخامس والسادس والسابع. 

– النخاع المستطيل :  

ويمثل الجزء الأخير من جذع المخ ويقع تحته مباشرة الحبل الشوكي الذي يعد امتداداً له ، ويحتوي على أهم مركزين من مراكز الجهاز العصبي المستقل وهما مركز التنفس ومركز القلب ، يعد ( مركز الوظائف الحيوية ) بالإضافة إلى الأعصاب الدماغية التاسع والعاشر والحادي والثاني عشر. 

3-المخيخ : 

 يقع في الجزء الخلفي من الدماغ تحت النصفين الكرويين ويعد الجزء المسئول عن المحافظة على توازن الجسم وتآزر وتنسيق الحركات الإرادية. 

أولاً : الفص الأمامي أو الجبهي Frontal Lobe 

يعتبر أكبر فصوص الدماغ ، إذ يمثل نصف حجم المخ تقريباً. 

تنقسم القشرة الجبهية إلى ثلاث مناطق : 

  1. القشرة النطاقية : تتكون من الجزء الداخلي السفلي من التلفيف الحزامي والجزء الخلفي من المناطق الحجاجية وهي على اتصال بكل من اللوزة وحصان البحر والثلاموس وباقي أجزاء الجهاز النطاقي. 
  1. القشرة قبل المركزية : تقع مباشرة قبل الشق المركزي وتتكون من المنطقة الحركية الأولية والمنطقة الحركية الثانوية. 
  1. القشرة الجبهية الأمامية : وتقع في الجزء الأمامي أمام مناطق الحركة وتمثل أكبر جزء من الفص الجبهي وتنقسم إلى ثلاث مناطق:  

– خلفية جانبية  

– منطقة وسطى 

– منطقة محجرية  

وترتبط هذه المناطق بوظائف الشخصية والسلوك، وترتبط بكمية من التشابك كبيرة مع كل مناطق القشرة المخية بشكل عام. 

وظيفة الفص الأمامي أو الجبهي :  

يعتبر مركزاً للوظائف العقلية العليا كالانتباه، والحكم والتقدير، والتفكير وحل المشكلات، ورسم الخطط والحدس وغير ذلك، وتمثل هذه العمليات ما يسمى بالوظائف التنفيذية للعمليات العقلية، وتعني القدرة على تقييم المشكلة والتخطيط للاستجابة، فهو المسئول عن السلوك والحركات الإرادية المهارية للجسم. 

المراكز الموجودة في الفص الجبهي ووظائفها :  

  1. المنطقة الجبهية الأمامية : يتم فيها التفكير وحل المشكلات والذاكرة العاملة ( مسئولة عن تنظيم السلوك المكانس وتسلسل السلوك بشكل عام ). 
  1. منطقة بروكا : المنطقة المسئولة عن الكلام ( النطق ) ، اكتشفها بروكا في دراساته على مرضى فقدان الكلام ، وتوجد في المنطقة الخلفية السفلى من الفص الجبهي بالقرب من الفص الصدغي. 
  1. منطقة إكزنر : المنطقة المسئولة عن التعبير بالكتابة ، تقع في الجزء الخلفي من الفص الجبهي فوق منطقة بروكا. 
  1. السطح الداخلي للفص الجبهي : له علاقة بالسلوك الانفعالي ، والوظائف التنفيذية. 
  1. منطقة الحركة : المنطقة المسئولة عن إصدار الأوامر الحركية الإرادية ، وتقع في الجزء الخلفي من السطح الجانبي للفص الجبهي. 

 إصابات الفص الجبهي : 

أولاً: إصابة المنطقة الجبهية الأمامية تؤدي إلى العديد من الأعراض وخاصة ما يلي : 

  1. ضعف القدرة على التفكير التباعدي أو التشعبي ويقصد به وجود أكثر من إجابة أو استجابة متنوعة لسؤال واحد. 
  1. افتقاد أو نقص التلقائية : حيث يقفد المريض القدرة على المبادرة واتخاذ الأفعال أو القرارات المناسبة. 
  1. ضعف تكوين الخطط : حيث يفقد مريض إصابة الفص الجبهي إلى تكوين خطط معرفية جديدة لحل المشكلات ، وعند سؤال المريض سؤالاً يتطلب التعقل والمنطق المعتمد على المعلومات العامة فإنه لا يستطيع أن يضع خطة واضحة ، ومن ثم تأتي استجابة عشوائية. 
  1. اضطراب الذاكرة العاملة : وهي الذاكرة المستخدمة في حل المشكلات ، والتي يتم فيها تحزين مؤقت للمعلومات واستعادتها في نفس اللحظة لاستكمال تنفيذ خطة الحل. 
  1. ضعف التفكير المجرد : يمكن أن نصف قصور أداء الفص الجبهي بقصور نوعي في وظائف التحكم ، أي افتقاد القدرة على السيطرة ، ويظهر قصور في مجال التفكير التجريدي ، والفشل في المحافظة على السلوك الهادف ، وصعوبة في استخدام القواعد والقوانين في توجيه السلوك ، ويجد المريض صعوبة في تكوين التصنيفات العامة التي تتكون من عناصر معنوية كثيرة ، وعلى سبيل المثال قد لا يستطيع المريض أن يقرر كون الطائرة والسيارة والقطار هي عناصر لوسائل النقل. 
  1. اضطراب السلوك الاجتماعي : يعاني قصور في المحافظة على الاستجابات الاجتماعية المناسبة ، وصعوبة في اتخاذ القرارات الاجتماعية المناسبة في المواقف الاجتماعية المختلفة ، ويظهر أيضاً في ضعف السيطرة على السلوك في شكل ضعف كف الاستجابة. 
  1. اضطراب الشخصية : تؤدي إصابات الجزء الأمامي الداخلي من الفص الجبهي إلى تغيرات سلوكية تتميز بفقدان الأصالة والابتكارية ونقص الانتباه مع إظهار انفعالات غير مناسبة ، ويعاني مرض هذه الإصابات من صعوبة في المبادرة بالقيام بأي فعل ، وإذا بدأوا في مهمة يستمرون فيها دون توقف ، وتظهر اضطرابات انفعالية كالضحك أو الصراخ بالمواقف الغير مناسبة وذلك نتيجة إصابة المنطقة المحجرية من الفص الجبهي وهي منطقة على ارتباط باللوزة والهيبوثلاموس. 

ثانياً : إصابة منطقة بروكا : 

تؤدي إصابة هذه المنطقة إلى الحبسة الكلامية ( أفيزيا بروكا ) : مما تسبب اضطراب اللغة من جانبها التعبيري أو الحركي ، ولا يستطيع المصاب التحدث بصورة لفظية شفوية ، حيث تتأثر وظائف الطلاقة اللفظية ولذلك تسمى ( أفيزيا بروكا اللاطلاقة ) ، أما إصابة المنطقة المقابلة لمنطقة بروكا في النصف الأيمن فتؤدي إلى افتقاد النبرة الانفعالية من الكلام ( أبروسوديا ) ، حيث لا يستطيع المريض التواصل لفظياً وإيمائياً ولا توجد لديه أي تعبيرات انفعالية ، ويصاحب الأفيزيا إصابة منطقة إكزنر الموجودة أيضاً في الفص الجبهي الأيسر فوق منطقة بروكا ، ومن ثم يعاني المريض من صعوب الكتابة أيضاً. 

وأن إصابة المنطقة الحركية الثانوية تسبب ربما في البكم لأنه يفهم اللغة ولكنه لا يستطيع أن يصدر أي لفظ أو لغة ، ويرجع ذلك إلى فقدان السيطرة الأساسية للجزء الحركي في جهاز الكلام في الفم. 

ثالثاً : اضطراب الوظيفة الحركية :  

المنطقة الحركية توجد على السطح الجانبي الظهري أمام المنطقة الحركية الأولية أو الأساسية ، وتعمل القشرة الحركية في الفص الجبهي على السيطرة على العضلات الإرادية المستخدمة في تنفيذ الأفعال. 

ويؤدي اضطراب الوظيفة الحركية إلى : 

  • فقدان القدرة على القيام بالحركات الدقيقة ( الأبراكسيا). 
  • فقدان القوة الحركية أو الشلل. 
  • ضعف القدرة على برمجة الحركة. 
  • اضطراب الأفعال المنعكسة : يشمل في فعل الإمساك أو القبض أو فعل المص خلال الشهور الأولى من عمر الطفل وتنتهي في الطفولة والرشد نتيجة نمو ونضج الفص الجبهي وكفه لهذه الاستجابات الآلية. 

رابعاً: ضعف الذاكرة الزمانية : التي تعني ذاكرة ما قد حدث منذ وهلة وأين حدث ، وتتمثل فيما يلي : 

  • ضعف الذاكرة الحديثة. 
  • ضعف التقييم التكراري. 
  • ضعف الاستجابة المتأخرة. 
  • ضعف التوجه المكاني. 
  • اضطراب القدرة على التمييز الشمي. 

خامساً : متلازمة التلفيق والتكرار : 

يميل معظم مرضى الفص الجبهي لتلفيق استجاباتهم الاندفاعية لأي سؤال يوجه إليهم ، وتكون إجابتهم هادئة وتخيلية. 

مثال : عندما نسأل المريض “كيف وصلت إلى المستشفى”؟ قد يُجيب المريض بحكاية تخيلية أبعد ما تكون عن الحقيقة. 

( متلازمة التفليق ). 

وعندما يدعي المريض أن المكان الحالي ( المستشفى ) هو مكان آخر كالجامعة. ( متلازمة التكرار ) 

وتتمثل متلازمة التكرار في إصرار المريض على ما يقوله وتكراره حتى لو قدمنا له العديد من الأدلة التي تنفي مزاعمه. 

    ثانياً : الفص الجداري Parietal Lobe 

يقع في الجزء الخلفي ويختص بصفة رئيسية بالإحساس النوعي وهو من الأجزاء الأساسية في الدماغ للإدراك والتكامل الحسي، وهذا يتضمن إدارة حاسة التذوق، السمع، البصر، الشم واللمس، فهو موطن للأجزاء التي تعالج المعلومات الحسية الأولية، وهو من يقوم بتفسير المعلومات والمدخلات من مناطق أخرى في الجسم. 

المراكز الموجودة في الفص الجداري: 

  1. منطقة الإحساس الأساسية : تستقبل عناصر الإحساس باللمس والحرارة وبعض عناصر الإحساس بالألم من أجزاء الجسم المختلفة عن طريق المسارات الحسية الصاعدة من الحبل الشوكي والتي تصل عن طريق النخاع المستطيل. 
  1. منطقة الترابط الحسي : تقابل هذه المنطقة منطقة الترابط الجبهي الخاصة بحل المشكلات ، بينما تقوم منطقة الترابط الحسي بفهم وإدراك معنى الإحساسات التي نشعر بها ، إذ تعمل المنطقة الحسية الأولية على استقبال المثيرات الحسية كاللمس والضغط ، وتعمل المنطقة الحسية الثانوية ( الترابطية ) على الإحساس الدقيق من حيث الحكم على الملمس أو التعرف على الوزن والحجم والشكل. 
  1. منطقة فيرنيك : وهي المنطقة المسئولة عن فهم اللغة المنطوقة والمكتوبة ، وتوجد في النصف الكروي السائد مثلها مثل منطقة بروكا في الفص الجبهي. 

وظائف الفص الجداري : 

  1. استقبال المعلومات الحسية : مما يعطينا إداركًا للعالم. 
  1. إدراك وضع الجسم في الفراغ : حيث يتمكن للفرد أن يتعرف على يمينه ويساره وفوقه وأسفل منه حتى لو كان مغمض العينين. 
  1. له دور في الوظائف المعرفية : كالذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة. 

مثال : طلبت من شخص يردد الأرقام التالية (3292401 ) فإنه لابد أن يسمعها ببطء حتى يقوم بتشغيلها في المخ ثم يكررها. ونجد أن إصابة المنطقة الصدغية الجدارية اليسرى تؤثر القدرة على استدعاء الأرقام. 

إصابات الفص الجداري : 

  1. إصابة المنطقة الحسية الأساسية : تؤدي إلى ضعف الإحساس أو فقدانه في الجزء المعاكس من الجسم. 
  1. إصابة المنطقة الحسية الترابطية : تؤدي إلى اضطراب القدرة على التعرف وإدراك معاني الأشياء الحسية وهو مايعرف بالأجنوزيا وتعني فقدان القدرة على فهم المعنى وإدراك القيمة التي تتضمنها المدركات الحسية، ومنها عدم القدرة على معرفة المثير اللمسي وتسمى بالأجنوزيا اللمسية، كما لايستطيع المريض أن يحدد موضع الكلمات في الكتابة مما يؤدي إلى صعوبة أو فقدان القدرة على الكتابة أو رسم الأشياء وهي ماتعرف بالأجرافيا. 
  1. فقدان القدرة على التعرف على الأصابع أو الإشارة إليها أو تسميتها : وتتضمن أربعة أعراض: 
  • عدم التعرف على الأصابع. 
  • صعوبة التعرف على اليمين واليسار. 
  • الأجرافيا. 
  • صعوبة العمليات الحسابية. 
  1. عدم القدرة على التعرف على الوجوه المألوفة : وهي حالة تسمى ( البروزوباجنوزيا ) وفي هذه الحالة لا يستطيع المريض التعرف على وجوه الأبناء أو الأصدقاء أو أفراد الأسرة وحتى وجهه في المرآة، كما لا يستطيع المريض تعلم الوجوه الجديدة. 
  1. صعوبة القدرة على التركيز : على أكثر من موضوع في نفس الوقت، مع صعوبة تركيز الانتباه البصري، مع صعوبات في القيام بالعمليات الحسابية، وصعوبات في القراءة. 
  1. عجز الحركة الدقيقة أو الأبراكسيا : وتعني عدم القدرة على القيام بالحركات الإرادية التي تتطلب مهارات دقيقة وتتوجه نحو هدف معين، مثل: ( فك زر القميص، إشعال عود ثقاب، استخدام فرشاة الأسنان)، على الرغم من عدم وجود أي ضعف أو شلل في العضلات أو إصابة في الأعصاب الحركية، ويحدث الاضطراب نتيجة إصابة المنطقة المسئولة عن فهم الأوامر وتخطيط الحركة في الفص الجداري السائد، بالإضافة لكونها نتيجة لاضطراب الإدراك المكاني. 

وتشمل الأبراكيسا الأنواع التالية : 

أبراكسيا فكرية : وهي فقد القدرة على صياغة المفاهيم الفكرية الضرورية للقيام بفعل ما. فالمريض هنا لا يستطيع أن يلتقط الفكرة الخاصة بالفعل المطلوب منه للقيام ما. 

أبراكسيا حركية : وهو عبارة عن فقدان أنماط الذاكرة الحركية المطلوبة للقيام بفعل ما، وهذه الذاكرة هي نوع من الذاكرة الضمنية تسمى ذاكرة المهارات، وعادة ما تكون الإصابة في المنطقة الحركية الواقعة قبل الشق المركزي في الفص الجبهي. 

أبراكسيا مختلطة ( فكرية – حركية ) : وهي تشمل الأبراكسيا الفكرية والحركية معاً، وفي هذه الحالة لا يستطيع المريض القيام بأداء فعل ما بشكل صحيح على الرغم من أنه يستطيع القيام بالأفعال المعتادة القديمة التي كان يقوم بها، وعادة ما تكون الإصابة في النصف الكروي السائد، ويرتبط هذا النوع بصعوبة بالغة في تنفيذ الحركة أو تسلسلها. 

  1. اضطراب صورة الجسم : إدراك الأشياء في علاقتها بالجسم. 

ويتم تمثيل الصورة في النصف الكوري الأيمن ، التي تؤدي اضطرابات وظائفه إلى : 

اضطراب الوعي بأحد جانبي الجسم : حيث لا يستطيع المريض التعرف على الجانب الأيمن أو الأيسر من جسمه وبل يتعامل وكأنه غير موجود. 

إنكار وجود بعض أجزاء الجسم : حيث يفقد المريض القدرة على التعرف جزء من الجسم وتسمى أنوزوجنوزيا  كأن يطلب من المريض أن يرفع يده مثلاً فنراه يرفع قدمه. 

غياب جزء من الجسم عن الذاكرة والوعي الشعوري وعم القدرة على تسمية وتحديد أجزاء الجسم، وتعرف هذه الحالة بالأوتوباجنوزيا، فإذا طلبنا من المريض أن يحرك يده اليمنى مثلاً قام تارة بتحريك اليد اليمنى وتارة أخرى تحريك اليد اليسرى وتجده متردد أيهما اليد المطلوب تحركيها. 

الطرف الشبح : ويقصد به الإحساس بوجود طرف ( ذراع أو رجل ) ، على الرغم من أن هذا الطرف قد تم بتره، والسبب يعود إلى صعوبة إعادة تنظيم استقبال التنبيهات الحسية في القشرة المخية والتي مازالت تعمل على استقبال هذه التنبيهات من منطقة لم تعد موجودة. 

صعوبة الاستجابة للألم : حيث لا يستجيب المريض للمثيرات المسببة للألم سواء كانت داخلية أو خارجية أو يستجيب لها على نحو ضعيف، وفي مثل هذه الحالات نجد المريض يمسك بالأشياء الساخنة دون أن يتألم. 

اضطرابات اللغة : وخاصة الوظيفة الاستقبالية مما يؤدي إلى الحبسة أو الأفيزيا الاستقبالية والتي تتعلق بفهم دلالات الألفاظ ومعانيها. 

إصابات الفص الجداري الصدغي الأيسر : 

  • ضعف التفكير المجرد. 
  • ضعف التفكير الرمزي. 
  • ضعف القدرة على القراءة والكتابة والرسم. 
  • صعوبة التوجه المكاني. 
  • صعوبة في تسمية الأشياء. 

وأما إصابات الفص الجداري الأيمن : 

  • قصور الوظائف البصرية المكانية والانتباه البصري : وتظهر في شكل اضطرابات إدراكية تشمل إهمال النصف الأيسر للفراغ والجسم. 
  • أبراكسيا تركيبية : حيث لا يستطيع المريض أن يجمع أجزاء اللغز المرسوم أمامه ليكون الصورة الكاملة للرسمة. 
  • إهمال الجانب الأيسر من الكلمات أو الجمل ، فمثلاً عندما يطلب منه أن يقرأ كلمة ( كرة القدم ) فإنه سيقرأ كرة ويهمل باقي الجزء الأيسر من الكلمة ( القدم ). 
  • صعوبة التعرف على الأصوات غير اللفظية المألوفة كأصوات الموسيقى أو الحيوانات. 

ثالثاً : الفص الصدغي Temporal lobe  

يقع الفص الصدغي تحت أخدود سيلفياس الذي يفصله عن الفصين الجبهي والجداري من فوق، ويقع خلفه الفص المؤخري، يختص هذا الفص بالعديد من الوظائف بشكل عام، والوظيفة السمعية بشكل خاص حيث يستقبل السيالات العصبية السمعية من الأذنين. 

المراكز الموجودة في الفص الصدغي : 

  1. المنطقة الحسية السمعية : وهي المنطقة المسئولة عن استقبال السيالات العصبية السمعية، أي أنها تمثل مركز السمع. 

ويستقبل كل مركز سمعي في كل فص التنبيهات السمعية القادمة من الأذنين معاً، فالأذن اليمنى ترسل تنبيهاتها السمعية عن طريق العصب السمعي إلى مركز السمع الموجود في الفص الصدغي الأيمن، وفي نفس الوقت ترسل تنبيهاتها إلى مركز السمع في الفص الصدغي الأيسر. 

  1. منطق الترابط السمعي : وهي المنطقة المسئولة عن فهم وإدراك المثيرات السمعية، ومن خلالها نتعرف على معنى الأصوات التي نسمعها. 
  1. المنطقة التفسيرية العامة : وتمثل من جزءاً من منطقة فيرنيك التي تربط الفصوص الجدارية والصدغية والمؤخرية، وهي منطقة مسئولة عن تفسير جميع المعلومات السمعية والبصرية التي تصل إلى قشرة المخ. 
  1. السطح الداخلي للفص الصدغي : يشمل هذا السطح على ما يسمى بالجهاز الطرفي الذي يتكون من : 

حصان البحر : ويلعب دوراً مهما في الذاكرة وخاصة الأحداث القريبة. 

اللوزة : لها دوراً مهماً في التحكم بالاستجابات العدوانية. 

الوظائف الأساسية للفص الصدغي : 

  • الإحساسات السمعية ، والإدراكات السمعية البصرية. 
  • تخزين ذاكرة طويلة المدى للمدخلات الحسية. 
  • وظيفة النغمة الوجدانية للمدخلات الحسية. 

إصابات الفص الصدغي : 

  1. اضطرابات الإدراك والإحساس السمعي :  

وهو اضطراب الانتباه للمدخل السمعي من خلال مشكلة الاستماع إلى محادثتين في وقت واحد. فالجهاز العصبي يجد صعوبة في تشغيل المعلومات الواردة في المحادثتين في آن واحد ، ومن ثم يلجأ إلى إحدى وسيلتين : إما أن يتجاهل محادثة منهما أو أن يوجه الانتباه ذهاباً وإياباً من محادثة إلى آخرى، فإن هناك اختياراً للمدخل الحسي. وفي إصابة الفص الصدغي يضطرب الانتباه الاختياري للمثيرات السمعية والبصرية. 

  1. اضطراب الانتباه الانتقائي :  

وخاصة للمدخلات السمعية والبصرية ويمكن قياس الانتباه الانتقائي السمعي باستخدام اختبار السمع الثنائي من خلال تقديم سلسلة من الكلمات المزدوجة بطريقة ثنائية ( كلمة في الأذن اليسرى وكلمة في الأذن اليمنى ، فإن المفحوص سيخبرنا بأكبر عدد من الكلمات التي استمع عليها بالأذن اليمنى ( وظيفة النصف الأيسر )، إما إذا عرضنا عليه سلسلة من النغمات بنفس الطريقة، فإنه سيخبرنا بأكبر عدد من النغمات بالأذن اليسرى ( وظيفة النصف الأيمن ) 

  1. اضطراب الإدراك البصري :  

خاصة في حالة إصابة المنطقة الرابطة بين الفص الصدغي والمؤخري، وقد لاحظت ميلنر ذلك حين وجدت أن مرضاها المصابين بإصابات الفص الصدغي الأيمن كان لديهم صعوبة في تفسير رسومات الكرتون. ولايستطيع المريض التعرف على الوجوه أو تسمية الحيوانات فإذا قدمنا له بطاقة بها صورة كلب وطلبنا أن يسميها فيقول حيوان، وأيضاً يجد صعوبة في تسمية التعبيرات الانفعالية (حزن، فرح). 

  1. اضطراب فهم وتنظيم وتصنيف المواد اللفظية :  

تؤدي إصابة منطقة فيرنيك في النصف الأيسر إلى أفيزيا حسية أو مايسمى ( الأفيزيا الاستقبالية ) وتتمثل في عدم القدرة على فهم الأصوات ومن ثم يصبح المريض عاجزاً عن فهم الكلمات المسموعة وتسمى ( بالصمم اللفظي ) وقد يصاحبها صعوبة في الانتباه الاختياري، بينما تؤدي إصابة نفس المنطقة في النصف الأيمن إلى صعوبات إصدار كلمات مترابطة مثل ( طاولة – كرسي ). 

  1. اضطراب في الذاكرة القريبة :  

تؤدي إزالة السطح الداخلي للفصين الصدغيين وخاصة حصان البحر واللوزة إلى فقدان الذاكرة للأحداث ، بينما تؤدي إصابة الفص الصدغي الأيسر إلى ضعف استدعاء المواد اللفظية مثل القصص القصيرة، أما إصابة الفص الصدغي الأيمن فتؤدي إلى ضعف استدعاء المواد غير اللفظية كالرسومات الهندسية والوجوه. 

 

 

  1. اضطراب السلوك الانفعالي والشخصية : 

قد أشار بينفيلد إلى أن استثارة وتنبيه الجزء الأمامي والأوسط من الفص الصدغي يؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف، أما بالنسبة للشخصية فقد أشار بينكص وتوكر إلى مجموعة من خصائص شخصية الفص الصدغي : 

  • خطاب وكلام متزمت. 
  • مركزية الذات. 
  • استمرارية وتكرارية في مناقشة المشاكل الشخصية. 
  • البارانويا. 
  • انشغال بالمسائل الدينية. 
  • الاستعداد لحدوث انفجارات عدوانية. 
  1. اضطراب السلوك الجنسي: الإصابة الثنائية في الفص الصدغي تؤدي إلى زيادة السلوك الجنسي بشكل حاد. 

رابعاً : الفص المؤخري أو القفوي Occipital Lobe :  

يقع في الجزء الخلفي من النصف الكروي ويحيطه كل من الفص الجداري من أعلى والفص الصدغي من الأمام، ويختص هذا الفص باستقبال السيالات العصبية البصرية وإدراكها. 

المراكز الموجودة بالفص المؤخري : 

  1. منطقة الإحساس البصري : وهي المنطقة التي تقوم باستقبال الإحساسات البصرية من العينين عبر العصب البصري، أي أنها تمثل مركز الإبصار. وهذا المركز يستقبل المثيرات البصرية بشكل ثنائي أي من العينين.  
  1. منطقة الترابط البصري : وهي المنطقة المسئولة عن معنى الصور التي نراها والألفاظ التي نقرأها والإصابة في هذه المنطقة لا تتسبب في فقد البصر، فالفرد يرى بشكل طبيعي ولكنه لا يستطيع أن يدرك أو يفهم معنى ما يراه وتسمى (الأجنوزيا البصرية). 

إصابات الفص المؤخري : 

  1. فقدان الفعل المنعكس الخاص بتكيف حدقة العين للضوء. 
  1. هلاوس وخداعات بصرية. 
  1. فقدان الرؤية لبعض أجزاء المجال البصري. 
  1. في حالة الإًصابة الثنائية للفصين المؤخريين تحدث حالة عدم التعرف على الوجوه والتم تم ذكرها في اضطرابات الفص الجداري، كما تحدث متلازمة بالنت التي تشمل عدم التوجه البصري والرنح البصري والأبراكسيا البصرية وصعوبة إدراك الحركة والأشكال ثلاثية الأبعاد. 
  1. عدم التوجه البصري ويعني عدم القدرة على الانتباه لأكثر من مثير في نفس الوقت. 
  1. أبراكسيا بصرية : حيث يعاني المريض من اضطراب في التفحص البصري، يبدو في عدم قدرته على توجيه نظره بشكل إرادي إلى المثيرات الموجودة في المجال البصري الطرفي. 
  1. الرنح البصري : اضطراب في سلوك البحث المعتمد على البصر، فلا يستطيع المريض أن يشير إلى شيء موجود على الطاولة. 
  1. متلازمة أنتون : يصاب المريض بفقدان كبير في البصر ( كاضطرابات التركيز والذاكرة وتشوش في الوعي ) وينكر أنه يعاني من أي مشاكل في الإبصار. 
  1. عدم التعرف على الأشياء المرئية ( أجنوزيا بصرية ) : عدم القدرة على التعرف على الأشياء المرئية أو التعرف عل تمثيلاتها العقلية أو رسمها ونسخها. وتشير إلى اضطراب في تكامل المعلومات الخاصة بالمثيرات البصرية نتيجة إصابة الفص المؤخري الأيمن، كأن إذا أرينا المريض صورة سيارة أو منزل لا يستطيع أن يتخيل الموضوع ككل ( سيارة أو منزل ). 

تشمل الأجنوزيا البصرية العديد من الأشكال يمكن تلخيصها فيما يلي : 

  • صعوبة التعرف على الأشياء وتسميتها. 
  • صعوبة التعرف على المثيرات المرسومة. 
  • صعوبة التعرف على الوجوه. 
  • صعوبة التعرف على الألوان. 
  • صعوبة تسمية الألوان. 
  • فقدان القدرة على القراءة : نتيجة إصابة الألياف الترابطية بين المناطق الترابطية البصرية ومناطق اللغة الموجودة في المنطقة الصدغية الجدارية في النصف الأيسر ، وهي حالة من اضطراب نمط التعرف البصري وتسمى ( العمى اللفظي النقي ) والذي يتراوح بين صعوبة قراءة كلمة أو جملة وفي الحالات الشديدة صعوبة قراءة الحرف. 

اضطراب التعرف على الألوان : ويتضمن الأنواع التالية : 

  1. اضطراب تمييز الألوان وهي حالة تتميز بفقدان القدرة على التمييز بين الألوان وقد يكون محدود كأن يرى العالم ( أبيض وأسود ) أو يكون في أحد مجالات الإبصار كأن يتعرف المريض على الألوان في مجال ولا يتعرف عليها في مجال آخر وتسمى هذه الحالة بفقدان تمييز الألوان النصفي وتكون إصابته في المنطقة المؤخرية الصدغية. 
  1. عدم القدرة على تسمية الألوان لا يستطيع أن يسمي الألوان التي يراها وقد يصاحبه اضطراب في فهم أسماء الألوان إذا سمعها حيث يشير المريض بشكل خاطئ إلى اللون المطلوب تسميته، وتكون الإصابة راجعة إلى صعوبة تشغيل المعلومة البصرية (في الفص المؤخري الأيسر) وانقطاع الاتصال بين النصف الأيسر والمراكز البصرية. 
  1. عدم التعرف على الألوان وهو اضطراب يتمثل في صعوبة إحداث ترابط بين الأشياء وألوانها بمعنى أننا لو سألنا المريض عن لون البرتقالة فإنه لا يستطيع أن يعطي اسم اللون (برتقالي). 

ثانياً : جذع الدماغ : 

الجزء الثاني من أجزاء الجهاز العصبي المركزي وهو ساق قصيرة تبدأ من أسفل المخ ثم تضيق كلما انحدرت لأسفل حتى تصل إلى الثقب الأعظم الموجود في قاع الجمجمة والذي يبدأ من الحبل الشوكي ماراً بالعمود الفقري، ويلعب دوراً مهماً في السيطرة المخية على العضلات الخاصة بالوقوف وحفظ الاتزان. 

ختاماً : 

كرّم الله الإنسان وخلقه بأحسن تقويم وعهد إليه بالمسؤولية والأمانة والعبادة والتفكر والتدبّر في خلقه وفي الآفاق من حوله وسهّل له مهماته بتكريمه ورفعته، وبرز في هذا المضمار تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات بحيازته، في أشرف مكان في جسده، لــ«حاسوب» حيوي خارق متعدد الوظائف والمهام والمسؤوليات وذاتي النشاط وتلقائي الحركة ومتواصل الخدمة ليلاً ونهاراً من دون شروط ولا فروض ولا واجبات، به يرصد وبه يتفاعل وبه يتعلم وبه يحّلل وبه يتطور، وبه يرتقي إلى المعالي. 

المراجع :   

  1. عبدالقوي، سامي  (2011)، علم النفس العصبي الأسس وطرق التقييم. مصر : مكتبة الأنجلو المصرية. 
  1. الوازعي، زريفة. ((2012 ، متلازمة الفص الجبهي : دراسة نفسية عصبية لوظيفتي الانتباه الانتقائي والذاكرة العاملة. المركز الجامعي البويرة، الجزائر. 
  1. زتشي، عبدالحفيظ. ( (2014، التكنولوجيا الحديثة والبحث في علم النفس العصبي / صعوبات تعلم الرياضيات نموذجاً. جامعة الجزائر. 
  1. محيسن، عون. ( (2015، أنماط التعلم والتفكير المعتمد على نصفي الدماغ وعلاقته بالذكاءات المتعددة. كلية التربية ،جامعة الأقصى، غزة 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!