تخطى إلى المحتوى

مستوى تقديم الخدمات الانتقالية للطلاب ذوي الإعاقة

مستوى تقديم الخدمات الانتقالية للطلاب ذوي الإعاقة  

 

إعداد 

أ.منيره جاسم السديري – ماجستير التربية الخاصة بمسار صعوبات التعلم 

Muneeraals@outlook.sa 

 

أن مجال التربية الخاصة شهد تطور خلال السنوات الماضية على مستوى الوطن والعالم العربي من خلال تقديم البرامج التربوية والخدمات المساندة واللازمة التي تضمن للطلبة ذوي الإعاقة القدرة على رفع مستوى التعليم المقدم لهم بحيث يتوافق مع إمكانياتهم وقدراتهم، كما تمثل قضية الطلبة ذوي الإعاقة وتأهيلهم تحدياً للمجتمعات كونها قضية إنسانية، فلابد تحقيق الفرص والمساواة بينهم وبين الطلبة العاديين من خلال تهيئة الخدمات الانتقالية التي تسهم بدمجهم في التعليم الجامعي والعمل (محمد وعرفة،2015)   

ويعرف قانون الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA ( الخدمات الانتقالية بأنها مجموعة من الأنشطة المتكاملة والهادئة لمساعدة الطلبة ذوي الإعاقة على تحقيق الأهداف المتوقعة منهم في مرحلة الرشد كالالتحاق في التعليم الجامعي أو التدريب المهني أو العمل أو العيش باستقلالية، كما يتم تحديد الخدمات بناء على احتياج الطلبة وإمكانيتهم بمجالات الحياة كالدراسة الجامعية أو إيجاد السكن أو العمل والاندماج في المجتمع (الزبون، 2013). 

فالخدمات الانتقالية تساعد الفرد ذوي الإعاقة على اكتساب المعلومات والمهارات التي تمكنه على الاستقلالية بالحياة، وفي ظل تعقيد متطلبات الحياة فالطلبة ذوي الإعاقة بحاجة ماسة لتقديم الخدمات الانتقالية التي تؤهلهم لسوق العمل والالتحاق بالبرامج المهنية أو الأكاديمية في المرحلة الجامعية، كما تمكنهم من مواجهة التحديات في مرحلة ما بعد المدرسة كالعمل أو الاندماج في المجتمع (القريوتي، 2005). 

وفي ضوء ذلك أكد قانونا تربية الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA) وتربية الأفراد ذوي الإعاقات المطور  (IDEIA)على أهمية تقديم الخدمات الانتقالية للطلبة ذوي الإعاقة حيث تسهل انتقالهم من بيئة إلى آخرى، كما يشمل مرحلة ما بعد الثانوية، وبرامج المرحلة الاستقلالية، والمهارات الاجتماعية والمهنية، وأكدت على أنه يجب تقديم الخدمات الانتقالية للطالب ذوي الإعاقة عندما يبلغ سن السادسة عشرة (Bell,2010). 

بالإضافة أكدت القواعد التنظيمية لمعاهد التربية الخاصة وبرامجها التابعة لوزارة التعليم الصادرة عام 1421 هــ في المملكة العربية السعودية على حق الطلبة ذوي الإعاقة في تلقي الخدمات الانتقالية لتسهيل انتقالهم من بيئة إلى آخرى، وأن يتم تضمينها ضمن البرنامج التربوي الفردي (وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية، 1422هـ)، لما لها من نتائج إيجابية لحياة بعد المدرسة (Test, Mazzotti, et al., 2009)، ولكن المعلمين وفريق العمل مازالوا يواجهون قصور وتدني بتحقيق متطلبات الخدمات الانتقالية في البرنامج التربوي الفردي وفق ما نص عليه قانون تعليم الأطفال ذوي الإعاقة (Landmark & Zhang, 2012). 

وفي ضوء ذلك سعت دراسة كلاً من Zhang and Lvester (2005) لتحقق من ممارسات الانتقال في المرحلتين المتوسطة والثانوية من وجهة نظر معلمي التربية الخاصة، وأشارت النتائج بأن غالبية المدارس تقدم مناهج وظيفية ومهارات اجتماعية وتدريب مهني، ومع ذلك عدد كبير من المدارس لم توفر ما يكفي من مهارات تنمية العمل والتوجيه المهني، بالإضافة ضعف التخطيط للانتقال بالمشاركة مع الوكالات المحلية. 

وفي سياق آخر أشار 2014)) Alnahdi إلى تدني في معلومات وخبرة المعلمين بما يتعلق بالخدمات الانتقالية وإجراءاتها، وأن حوالي (50%) من العينة لم يتلقوا أي تدريب أو تدريس يدور حول الخدمات الانتقالية أثناء الدراسة الجامعية، والبعض قد اكتسبها من خلال دورة تدريبية واحدة وهذا غير كافي، كما أن موضوع الانتقال لا يقدم حوله دورات تدريبية كثيرة، وأنهم غير مستعدين من حيث الكفاءة المهنية لتقديم خدمات الانتقال. 

كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات في الجامعات لأن بعضها غير مهيئة في بنائها على التنقل كعدم وجود مسارات متخصصة لذوي الإعاقة الحركية أو عدم وجود المصاعد أو  قصور بالبنية التحتية للوصول الشامل، وأيضاً صعوبة بعض المقررات الدراسية وعدم تطبيق الموائمات والتكييفات التي تمكنهم من التعلم بشكل جيد (حنفي وحميد، 2021)، علاوة لذلك يذكر الفهد (2002) بعض الصعوبات بالجامعات كافتقار الكوادر التعليمية الخاصة في الكلية، وقصور الموارد المالية لتجهيز المختبرات والمعامل، مما يؤثر على اكتساب الطلبة للمهارات التطبيقي 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع العربية: 

حنفي، علي & حميد، سميرة. (2021). البرامج الانتقالية وتطبيقاتها في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة (الصم وضعاف السمع نموذجاً). مجلة البحوث التربوية والنوعية، 5(5)، 29-65.  10.21608/JEOR.2021.166035  

الزبون، إيمان. (2013). التوجهات الحديثة في التربية الخاصة – قضايا ومشكلات. دار الفكر. 

الفهد، فهد (2002). تجربة على طريقة النجاح، ورقة عمل مقدمة لندوة التعليم التعليمي في الجامعات السعودية (مستقبله – آفاقه – آلياته). 

القريوتي، يوسف. (2005، 4/ 25-26). خدمات الانتقال. ورقة عمل في مؤتمر التربية الخاصة: الواقع والمأمول. الجامعة الأردنية-عمان. 

محمد، السيد وعرفة، عبدالباقي. (2015). تقييم الخدمات المساندة المقدمة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة المجمعة (دراسة ميدانية). العلوم التربوية، 1(4)، 164-199. 

وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية. القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم. الرياض، مطابع الأمانة العامة للتربية الخاصة، 1422هـ.. 

المراجع الأجنبية: 

Alnahdi, Ghaleb (2014). Special Education Teacher Transition – Related Competencies and Preparition in Saudi Arabia, International Journal of Special Education 29(2), 1-9. 

Bell, L. H. (2010). A study of teachers’ and administration perceptions of public school transition practices. Unpublished dissertations, Capella University. 

Landmark, L., & Zhang, D. (2012). Compliance and practices in transition planning: A review of individualized education program documents. Remedial and Special Education, 34(2), 113-125. 

Testm D., Fowlerm C., Richterm S., White, J., Mazzottim V., & Walker, A., Kortering L. (2009). Evidence-based practices in secondary transition. Carer Development for Exceptional Individuals, 32, 115-128. 

Zhang, D., & Ivester, J.(2005). Teachers’ View of Transition Services: Results from a State wide Survey in South Carolina. Education and Training in Developmental Disabilities, 40(4), 360-367. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!